بسم الله الرحمن الرحيم
برنامج حزب النور
تمهيد
لقد شهدت مصر أحداثاً جساماً، كتبت فيه فصلاً هاماً من أهم فصول تاريخ
العالم الحديث، وشكلت ثورة الخامس والعشرين من يناير واقعاً جديداً في
الساحة العالمية والإسلامية والعربية، وأصبحت عيون الدنيا متعلقة بتطور
الحركة السياسية في مصر، والخلق كلهم يراقبون كيف يبني المصري العظيم قواعد
المجد وحده، واستعاد الشعب قدراً كبيراً من هيبته ومكانته الطبيعية بين
الشعوب، ولكن مازال الطريق طويلاً، و مازال العمل المطلوب شاقاً ودؤوباً كي
تتبوأ مصر مرة أخرى مقعد الريادة بين الأمم الحديثة.
ومن هنا دعت الضرورة جموعاً من الشعب إلى الانضواء تحت راية حزب النور
لحمل لواء تجديد عزم الأمة، واستجماع همتها وطاقاتها للتغلب على المصاعب
والتحديات وتخطي العوائق والعقبات التي تسببت في تخلف الأمة عقوداً من
الزمن، وتقييد تقدمها وتحضرها حيناً من الدهر.
إن الأوضاع التي تسببت في تفجير الثورة، من قهر وظلم واستبداد في جميع
مناحي الحياة، لابد من تشخيصها وتحديدها ووضع أفضل الأساليب لمعالجتها
بأسرع ما يمكن حتى تتمكن الأمة من الانطلاق إلى آفاق الرقي وسماء الحضارة،
ونكتفي بذكر ثلاثة أوجه للفساد تنبيهاً على غيرها.
الفساد السياسي: عشية الثورة وصلت الأمة إلى طريق مسدود، بتدليس فاضح
وتزوير واضح لإرادتها من دهاقنة الحكم بالعصر البائد، الذين ادعوا كذباً
وزوراً أن مصر لم تبلغ سن الرشد، وغير مؤهلة لتختار الصالح من أبنائها
ليسير أمورها، ويسوس أوضاعها، فزوروا الانتخابات التشريعية تزويراً فاجراً،
وفرضوا التوريث على الأمة، ولم يبق خيار أمام الشعب إلا النزول للميادين
بأرجاء مصر معبراً عن إرادته بأفصح عبارة: الشعب يريد إسقاط النظام.
الفساد الاقتصادي: رغم ما تتمتع به مصر من موارد اقتصادية، وتحظى به من
ثروات، ومن أعظم تلك الثروات شعبها العبقري، ورغم ما كان يتحقق من نهضة
اقتصادية وتقدم إلا أن المواطن المصري كان يسير إلى الأسوأ في أوضاعه
الاقتصادية، فلم يشعر بتنمية، ولم يحس بتقدم، فمعظم الناتج القومي يصب في
خزانات أشخاص معروفين بأعيانهم، احتكروا المال واحتكروا السلطة، وسحقوا
الشعب إلى حد أن فقد المواطن قدرته على العيش الكريم في وطنه، فافتقد حق
العمل حيث وصلت معدلات البطالة إلى حدود غير مسبوقة، وافتقد حق العلاج
وانتشرت معدلات الأمراض إلى درجة مخيفة، وارتفعت تكلفة العلاج إلى درجة لا
يستطيع معها المواطن الحصول على أدنى درجات الرعاية الصحية، وارتفعت معدلات
التضخم حتى عجز المواطن عن توفير قوته الأساسي، ولم يبق خيار أمام الشعب
إلا النزول للميادين بأرجاء مصر معبراً عن إرادته بأفصح عبارة: الشعب يريد
إسقاط النظام.
الفساد الأمني: رغم تضخم الجهاز الأمني ووصول عدده لمئات الآلاف من
الأفراد، إلا أن وظيفته الأساسية كانت حماية التحالف غير المقدس والاتحاد
النكد بين السلطة الباطلة ورأس المال الحرام، وفي سبيل ذلك يتم التنكيل
بالدعاة الإسلاميين والمفكرين الإصلاحيين، وتلفيق التهم الباطلة لهم،
وترويع الآمنين والتنكيل بالخصوم السياسيين، والكيد للقوى السياسية
المنافسة، وتزوير الانتخابات وإقصاء الشرفاء، وتأجيج الفتن الطائفية بين
أبناء الوطن الواحد، ووصل الأمر إلى قتل الضحايا في أقسام الشرطة، ممن لا
ذنب لهم ولا جريمة أدينوا بها ولا محاكمة ولا تحقيق، بدم بارد وبأسلوب بشع
تقشعر منه الأبدان، حتى فقد الناس الشعور بالأمن، ولم يبق خيار أمام الشعب
إلا النزول للميادين بأرجاء مصر معبراً عن إرادته بأفصح عبارة: الشعب يريد
إسقاط النظام.
لأجل هذه الأسباب وغيرها فإننا مؤسسي الحزب تجمعنا من طوائف مختلفة،
وأغلبها تخصصات متباينة، وكثير منها على درجات علمية متميزة، لقد تجمعنا
لسبب واحد وهو العمل لتقدم البلاد، والدفع بها إلى مصاف الدول المتقدمة،
وإصلاح ما أفسده النظام البائد في كافة ميادين الحياة.