يوسف الصديق شباب يعيش بحرية لاول مرة فى حياته
عدد المساهمات : 177 تاريخ التسجيل : 15/02/2011
| موضوع: موجة التقليد الاعمى مع البنا نستكمل الحديث السبت مارس 26, 2011 4:06 pm | |
| <!--[endif]--> موجة التقليد الغربي<!--[if !supportEmptyParas]--> <!--[endif]-->أيها الإخوان المسلمون ...بل أيها الناس أجمعون ... من الحق أن نعترف بان موجة قوية جارفة وتيارا شديدا دفاقا قد طغى على العقول والأفكار في غفلة من الزمن , وفي غرور من أمم الإسلام , وانغماس منهم في الترف والنعيم .. فقامت مبادئ ودعوات , وظهرت نظم وفلسفات , وتأسست حضارات ومدنيات , ونافست هذه كلها فكرة الإسلام في نفوس أبنائها , وغزت أممه في عقر دارها , وأحاطت بهم من كل مكان , ودخلت عليهم بلدانهم وبيوتهم ومخادعهم , بل احتلت قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم , وتهيأت لها من أسباب الإغواء والإغراء والقوة والتمكن ما لم يتهيأ لغيرها من قبل , واجتاحت أمما إسلامية بأسرها , وانخدعت بها دول كانت في الصميم والذؤابة من دول الإسلام , وتأثر ما بقي تأثرا بالغا , ونشأ في كل الأمم الإسلامية جيل مخضرم , إلى غير الإسلام أقرب , تصدّر في تصريف أمورها واحتل مكان الزعامة الفكرية والروحية والسياسية والتنفيذية منها , فدفع بالشعوب مغافلة إلى ما يريد , بل إلى ما ألف وهي لا تدري ما تدري ما يراد بها ولا ما تصير إليه , وارتفعت أصوات الدعاة إلى الفكرة الطاغية : أن خلصونا مما بقي من الإسلام وآثار الإسلام , وتقبلوا معنا راضين لا كارهين مستلزمات هذه الحياة وتكاليفها وأفكارها ومظاهرها , واطرحوا بقية الفكرة البالية من رؤوسكم ونفوسكم , ولا تكونوا مخادعين منافقين معاندين , تعملون عمل الغربيين وتقولون قول المسلمين .من الحق أن نعرف أننا بعدنا عن هدي الإسلام وأصوله وقواعده ، والإسلام لا يأبى أن نقتبس النافع وأن نأخذ الحكمة أنى وجدناها ، ولكنه يأبى كل الإباء أن نتشبه في كل شيء بمن ليسوا من دين الله على شيء ، وأن نطرح عقائده وفرائضه وحدوده وأحكامه ، لنجري وراء قوم فتنتهم الدنيا واستهوتهم الشياطين. حقاً لقد تقدم العلم ، وتقدم الفن ، وتقدم الفكر ، وتزايد المال، وتبرجت الدنيا ، وأخذت الأرض زخرفها وازينت ، وأترف الناس ونعموا ؛ ولكن هل جلب شيء من هذا السعادة لهم؟ وهل أمن لهم شيء من هذا الحياة ، أو ساق إلى نفوسهم الهدوء والطمأنينة؟ هل اطمأنت الجنوب في المضاجع؟هل جفت الجفون من المدامع؟هل حوربت الجريمة ، واستراح المجتمع من شرور المجرمين؟هل استغنى الفقراء وأشبعت الملايين التي تفوق الحصر بطون الجائعين؟هل ساقت هذه الملاهي والمفاتن ، التي ملأت الفضاء وسرت مسرى الهواء ، العزاء إلى المحزونين؟هل تذوقت الشعوب طعم الراحة والهدوء ، وأمنت عدوان المعتدين وظلم الظالمين؟ لا شيء من هذا أيها الناس ، فما فضل هذه الحضارة إذن على غيرها من الحضارات؟وهل هذا فحسب؟ألسنا نرى هذه النظم والتعاليم والفلسفات حتى في العلوم والأرقام يحطم بعضها بعضا , ويقضي بعضها على بعض , ويرجع الناس بعد طول التجربة وعظيم التضحيات فيها بمرارة الفشل وخيبة الأمل وألم الحرمان؟<!--[if !supportEmptyParas]--> <!--[endif]--> | |
|