يوميات زمن فاااااااااات

كان
صدري يضيق بالأسئلة حول مأساة السقوط السريع لنظام مبارك.. في وقت ظنه
الناس من أقوى الأنظمة في العالم.. وكانت ترن في أذني صدى آيات الله
الخالدة:

"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"

"كم تركوا من جنات و عيون . و زروع ومقام كريم"

ولكني كنت أسأل نفسي هل هي بسبب لعنة البداية.. حيث كانت نجاة نائب الرئيس من حادث المنصة أشبه بالمعجزات.. وعصيا
ً على التفكير المنطقي والمعادلات الرياضية.. ثم ظهوره رابطا ً يده بشاش
طبي اختفى في اليوم التالي بدون أن يظهر تحته جرحا ً أو حتى خدش.

كان ذلك أشبه بحركات الحواه في الموالد الشعبية.. الذين يعتمدون أكثر مما يعتمدون على خفة اليد.. أم كان السبب لعنة المظالم المتراكمة على مدى ثلاثة عقود؟.

رحبت به كأي ضيف وسألته..

تولى
ريجان رئاسة أمريكا وكان جمهوريا ً متشددا ً يؤمن بالمسيحية الصهيونية..
بالإضافة إلى أنه نجم سينما يعبد الظهور.. ولكن كانت نجوميته بالرغم من
الميديا الأمريكية التي تجيد صناعة النجوم أقل بكثير من نجومية الرئيس
السادات رحمه الله.

وكان
السادات أول رجل في العالم يحقق هذا الإعجاب وهذه الشعبية في الشارع
الأمريكي.. إذا استثنينا المؤسسين العظام وآباء أمريكا مثل واشنطن
ولنكولن.. والمحاربين الشجعان مؤسسي الإمبراطورية الأمريكية مثل روزفلت
وايزنهاور.. وكان من الطبيعي أن يثير ذلك قلق صناع الأحداث في واشنطن..
وكان من أوليات اهتمام ريجان مقابلة السادات.

ولكنك
قمت بالتمهيد للزيارة وسافرت إلى واشنطن.. وتقابلت مع ريجان قبل اغتيال
السادات بشهرين.. واتضح أنه كان لدى الأمريكان والموساد معلومات مؤكدة بخطط
اغتيال السادات.

ألم
يعرضوا عليك المساعدة في تولي الحكم بشرط تمرير المؤامرة على الرجل.. كما
عرضوا على علوي حافظ تولى أمر البلاد.. بشرط إزاحة ناصر و لكنه فضحهم فضيحة
القطط.. مما سبب القطيعة بين واشنطن ومصر؟

هذا خيال روائي.. وإذا استمرت مثل هذه الأسئلة سأمتنع عن الحوار.

هل كنت تتيح لخصومك الامتناع عن الإجابة بنفس الحرية التي تتمتع بها الآن؟

لم أكن أحقق مع أحد.. وكان على من يعملون في هذا المجال الحصول على الإجابات الصحيحة مع من يحققون معهم.. لإثبات جدارتهم بالعمل.

ألم تكن تخمن حتى كيف يحصلون على إجابات بنعم لأشياء لم تحدث أصلا ً؟

ما دام أجاب المتهم بنعم.. فكيف تزعم أن هذه الأشياء لم تحدث؟

واضح أنك مدرب على كيفية التعامل مع أي نوعية من الأسئلة.. ومادمت قد رفضت الأسئلة عن البداية.. دعنا نتحدث عن التراكمات.

كيف حصل عز على البراءة في قضية احتكار الحديد؟

هو وشطارته.

كيف
تنام قضية في مكاتب جهاز المنافسة ومنع الاحتكار من 2006 حتى 2009 والأمر
واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.. فالحديد أوصله المحروس عز إلى 8000
جنيه.. في حين أن سعره في جميع أنحاء العالم لم يزد على 1500 جنيه.

وعندما
أراد المستوردون تحقيق مكاسب والتخفيف على الشعب.. وطرحوا الحديد التركي
والصيني بأسعار لا تتعدى 2200 جنيه بعد أن سددوا الجمارك ورسم الإنتاج..
وهو ما يعفى منه حديد عز.. بالإضافة إلى تمتعه بدعم الطاقة.. والإعفاء أيضا
ً من رسوم الشحن والنقل من المواني.. والتي يتحملها الحديد المستورد.

ورغم
ذلك اتهموا بالاغراق وترك حديدهم حتى يصدأ.. بالإضافة إلى الدعاية الرهيبة
التي تعرضوا لها.. والتهديد الخفي والمعلن.. ورغم الإعلان بأن شركات عز
تحقق أكثر من 200% أرباح.. وهو ما لم يحدث لفورد وجنرال اليكتريك.. أو أي
مؤسسة محترمة في العالم.

هذا
غير ما كانت الألسنة تلوك به أن الأرباح الحقيقية تتعدى أكثر من 600%.. ثم
بعد هذا السبات العميق يصدر الحكم بالبراءة ليشكك الناس في أي جدوى
لمؤسسات الرقابة في مصر؟

مثل
هذه القضايا تحتاج المزيد من الوقت للفحص والمحص والدراسة المتأنية..
وطالما اللجان أخذت وقتها وأصدرت أحكامها فهي المسئولة أولا ً وأخيرا ً.. وهل
كنت اترك أعمالي وأشرف على مثل هذه اللجان والرجل صديق لابني .. فهل كنت
أحرص على أدانته حتى ينسب إلي العدل مثل بعض الحكام الذين قتلوا أولادهم
عمدا ً في قضايا من صنعهم .. حتى يرسخ في مفهوم الناس أنهم عادلون

يا سيدي أي لجنة وأي وقت ونفس الجهاز .. قضى في أقل من شهر بإدانة مصانع الأسمنت بتهمة الاحتكار.. رغم تعقد قضية الأسمنت عن قضية الحديد.

لا..
لا .. لا تتسرع في الاتهام فقضية الأسمنت كانت واضحة ووجد الجهاز وثائق
مكتوبة تدين مصانع الأسمنت.. بينما اتحدي أحدا ً قدم إلي الجهاز وثائق أو
وثيقة واحدة تدين مصانع الفقري عز.

أخشى ألا ننال منك قرشا ً أبيض وأنت بهذه اللباقة العجيبة يا سيدي .

لقد قيل أن الاتفاق كان شفويا ً بين مصانع الحديد .. ثم كانت هناك أدلة دامغة أبسطها ما شرحته لك.. ثم أن الجهاز وطني والعاملون فيه مصريون ودرسوا واخذوا وقتهم فكيف قضوا بالبراءة.

- لقد قدمت عز بنفسي إلي المحاكمة هو وثلاثة من أهم الوزراء .. ومع ذلك لم يتحرك الناس من الميدان.. ماذا أفعل إذا تركناه اتهمنا بالظلم .. وإذا قبضنا عليه طالبونا بالرحيل.

كنت الظهر المتين الذي يستند إليه هؤلاء فظن الثوار أنك أن بقيت أن يحصل هؤلاء على البراءة .. وينال الثوار صك الخيانة .

هذا رجم بالغيب لا يليق بشيخ مثلك .. طالبه دينه بحسن الظن في كل مسلم ومسلمة.

وما قولك في الجهاز الذي أدى عمله الرقابي على أكمل وجه .. ولكن عانت تقاريره من الإهمال والنسيان .. وقد صرح المستشار جودت الملط إلي وسائل الإعلام أن الجهاز المركزي للمحاسبات الذي يرأسه هو.. يرسل
تقريرا ً رقابيا ً كل 48 ساعة إلي الوزارات والأجهزة المعنية.. ولا يتم
البت في شيء منها .. اللهم إلا عند تصفية الحسابات والتفكير في إزاحة أحد
الناس .. وأن تقارير الجهاز تحفظ في الأدراج حتى تأكلها القوارض .. ولو علم
المسئولون بأن تقارير هذا الجهاز الخطير تؤخذ مآخذ الجدية .. لما حدث كل
هذا الإهدار للمال العام

من
الوزراء من كان يأخذ الأمربحزم وجدية .. ومنهم من كان يأخذها على أنها
تقارير روتينية من زوار يعطلون العمل أكثر من إنهم يراقبونه.

كيف يا سيدي والجهاز كان يضم قبل ترككم الرئاسة أكثر من 12 ألف عضو في أعلى درجات التخصص.. ويتم الاستعانة بهم وبخبراتهم في جميع الدول العربية وخاصة المملكة السعودية.. إذ بينهم أكثر من ألف عضو يحملون الماجستير أو الدكتوراة أو درجات الزمالة الأوربية أو الأمريكية ؟

اختلاف وجهات نظر.. وطالما هناك وزراء مسئولون .. فما ذنبي.. دعوا المستشار الملط يقدم تقاريره كلها لجهات القضاء وهي تفصل.. فلا أحد أكبر من التحقيق .. وأنا سعيد أنه جاء العهد الذي يحقق معي أنا أيضا ً.